سورة الأحزاب - تفسير تفسير السيوطي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأحزاب)


        


{وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}
أخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قال: القرآن، والسنة، عتب عليهن بذلك.
وأخرج ابن سعد عن أبي امامة بن سهل رضي الله عنه في قوله: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند بيوت أزواجه النوافل بالليل والنهار.


{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}
أخرج أحمد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والطبراني عن أم سلمة رضي الله عنها قالت «قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لنا لا نذكر في القرآن كما يذكر الرجال؟ فلم يرعني منه ذات يوم إلا نداؤه على المنبر وهو يقول: يا أيها الناس إن الله يقول {إن المسلمين والمسلمات} إلى آخر الآية».
وأخرج الفريابي وابن سعد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أم سلمة. رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يُذْكَرْنَ؟ فأنزل الله: {إن المسلمين والمسلمات....}.
وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والطبراني وابن مردويه عن أم عمارة الأنصارية رضي الله عنها: أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: ما أرى كل شيء إلا للرجال، وما أرى النساء يذكرن بشيء! فنزلت هذه الآية {إن المسلمين والمسلمات}.
وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت النساء: يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات؟! فنزل {إن المسلمين والمسلمات....}.
وأخرج ابن جرير والطبراني وابن مردويه بسند حسن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قالت النساء: يا رسول الله ما باله يذكر المؤمنون ولم يذكر المؤمنات؟! فنزل {إن المسلمين والمسلمات....}.
وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي الله عنه قال: دخل نساء على نساء النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: قد ذكركن الله في القرآن، ولم نذكر بشيء أما فينا ما يذكر؟ فأنزل الله: {إن المسلمين والمسلمات....}.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة ومن وجه آخر عن قتادة رضي الله عنه قال: لما ذكر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قال النساء: لو كان فينا خير لذكرن. فأنزل الله: {إن المسلمين والمسلمات....}.
وأخرج ابن سعد عن عكرمة رضي الله عنه قال: قال النساء للرجال: أسلمنا كما أسلمتم، وفعلنا كما فعلتم، فتذكرون في القرآن ولا نذكر، وكان الناس يسمون المسلمين، فلما هاجروا سموا المؤمنين، فأنزل الله: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات، {والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات} شهر رمضان {والحافظين فروجهم والحافظات} يعني من النساء {والذاكرين الله كثيراً والذاكرات} يعني ذكر الله، وذكر نعمه {أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيماً}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله: {إن المسلمين والمسلمات} يعني المخلصين لله من الرجال، والمخلصات من النساء {والمؤمنين والمؤمنات} يعني المصدقين والمصدقات {والقانتين والقانتات} يعني المطيعين والمطيعات {والصادقين والصادقات} يعني الصادقين في ايمانهم {والصابرين والصابرات} يعني على أمر الله {والخاشعين} يعني المتواضعين لله في الصلاة من لا يعرف عن يمينه ولا من عن يساره، ولا يلتفت من الخضوع لله {والخاشعات} يعني المتواضعات من النساء {والصائمين والصائمات} قال: من صام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر، فهو من أهل هذه الآية {والحافظين فروجهم والحافظات} قال: يعني فروجهم عن الفواحش، ثم أخبر بثوابهم فقال: {أعد الله لهم مغفرة} يعني لذنوبهم و {أجراً عظيماً} يعني جزاء وافر في الجنة.
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حبان والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا أيقظ الرجل امرأته من الليل فصليا ركعتين كانا تلك الليلة من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات».
وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه قال: لا يكتب الرجل من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكر الله قائماً، وقاعداً، ومضطجعاً.


{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36)}
أخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انطلق ليخطب على فتاة زيد بن حارثة، فدخل على زينب بنت جحش الأسدية، فخطبها قالت: لست بناكحته قال: بلى. فانكحيه قالت: يا رسول الله أوامر في نفسي. فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسوله صلى الله عليه وسلم {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً....} قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحاً قال: نعم. قالت: إذن لا أعصي رسول الله، قد أنكحته نفسي».
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: «خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فاستنكفت منه وقالت: أنا خير منه حسباً، وكانت امرأة فيها حدة. فأنزل الله: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة....}».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والطبراني عن قتادة رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم زينب وهو يريدها لزيد رضي الله عنه، فظنت أنه يريدها لنفسه، فلما علمت أنه يريدها لزيد أبت، فأنزل الله: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً....}. فرضيت وسلمت.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً....} قال: زينب بنت جحش، وكراهتها زيد بن حارثة حين أمرها به محمد صلى الله عليه وسلم.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزينب رضي الله عنها «إني أريد أن أزوجك زيد بن حارثة، فإني قد رضيته لك. قالت: يا رسول الله لكني لا أرضاه لنفسي، وأنا أيم قومي وبنت عمتك، فلم أكن لأفعل. فنزلت هذه الآية {وما كان لمؤمن} يعني زيداً {ولا مؤمنة} يعني زينب {إذا قضى الله ورسوله أمراً} يعني النكاح في هذا الموضع {أن تكون لهم الخيرة من أمرهم} يقول: ليس لهم الخيرة من أمرهم خلاف ما أمر الله به {ومن يَعْصِ الله ورسوله فقد ضل ضلالاً مبيناً} قالت: قد أطعتك فاصنع ما شئت، فزوجها زيداً ودخل عليها».
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه قال: نزلت في أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط، وكانت أول امرأة هاجرت من النساء، فوهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم، فزوجها زيد بن حارثة، فسخطت هي وأخوها وقالت: إنما أردنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فزوجها عبده، فنزلت.
وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن طاوس، أنه سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن ركعتين بعد العصر فنهاه. وقال ابن عباس رضي الله عنهما {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن تكون لهم الخيرة من أمرهم}.

3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10